الأربعاء، 7 أكتوبر 2009

من مجموعة ( ميم )


ميم


موصدة الأبواب من أمامها ..
محكمة الإغلاق في آخرها .
متاهةُ من الرفض ..
حرفٌ مدور الوجه يتصدر وجهها
ودائرةٌ من التجهم تنتظر هناك ..
عندما ينتهي بك الطريق في آخر الكلام .

ميم ..

نذير الموافقة بلا اقتناع
وعلامة المؤتمرات المريبة
ووصمة المذلة ومعها توابعها الخالدات ..
المسكنة بلا حدود
والموت بلا موت
والمقت لضيق ذات اليد

ميم ..

مرصودةٌ بالإنغلاق
مرهونةٌ بالانطواء
محكومة بالصمت
من أبدع نحت هذه الكلمة يا ترى ؟

ميم ..

ملاذ المستريب
وموطأ قدم المتردد

ميم ..

موطن اللاتجاوب
ومسكن الإنزواء


ميم ..

نظرة الرافض بلا كلام
وكلام الرفض دون حتى مجرد النظر

ميم ..

مزمومة الشفتين
كخلاسية تناديك
متأبية على القبول
متمردة على مجرد الإذعان
لا هي هنا
ولا تريد المضي الى هناك
بين المنزلتين تنزل على الدوام
وفى نزولها بالمحل شك
وعلى رحيلها منه يحوم ألف احتمال .

ميم ..

من يرسم هذه الكلمة
من ينحتها كإلهٍ إغريقي متجهم الوجه
من يسقيها سماً للتائهين في صحراء العطش
من يضعها وشماً على ملامح العجائز الطيبات
من يرويها اسطورةً نُحتت على جدار كهف
من يبنيها حصناً عصياً على الاقتحام
طروادةً أخرى لا يخدعها حصان
من يفعل ذلك تمنحه الميم مفتاحها فيدخل
فلا أبواب موصدة من أمامها
ولا اغلاق محكم في آخرها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق