الثلاثاء، 25 مايو 2010


فتاوي عصر الانحطاط !!


(1)
عندما تطول فترات الاحتضار بالأمم ، ينتهي بها الحال الى ما يشبه فوضى التفكير وفوضى التنظير وفوضى الفقه وفوضى الفن .. وحتى فوضى الكلام .
(2)
في الساحة العربية الآن فوضى مماثلة ، ثمة ارتباك يسود كل شئ ، وثمة جيش من المتخصصين حتى بالفتاوى المجانية التى تنير الطريق لمرضى الظهور وعشاق اصواتهم عبر أثير القنوان الفضائية ورسائلهم تمر عبر شريط الأنباء .
(3)
في كل اتجاه ثمة رجل ملتح يتطوع باصدار فتوى .. ولأن سوق الفتاوى مزدحم والبضاعة رائجة فالذوق العام أصبح منسجماً مع طبيعة السوق ، فهل تريدون نموذجاً لما وصل اليه الحال ؟
(4)
أحد ( المسلمين ) .. اشترى خروف العيد وقبل أن يذبحه اكتشف أن الخروف قضم قطعة من صحيفة أجنبية .. فهل يجوز له ذبحه ؟ .. وهل أصبح الخروف صالحاً للتضحية به بعد أن تدنس بحروف أجنبية هى ليست حروف القرآن ؟؟
(5)
المصيبة هى أن الشيخ لم يهمل هذا السؤال المغرض .. الذى كان واضحاً أن الهدف منه هو اقحام الاسلام في سؤال لا قيمة له .. وتسفيه العقل في مسألةٍ لا تستحق أن يتناولها العقل فماذا كان جواب الشيخ ؟
(6)
كان الجواب مريعاً الى حدٍ لا يُصدق .. لقد ( أفتى ) الشيخ بأن الذبح لا يجوز الا اذا تأكد السائل ان الخروف لم يأكل جملاً تسئ الى الاسلام ، ولم يقضم فيما قضم حروفاً تسئ الى الله .. فهل سمعتم بإساءةٍ الى الله أكبر من هذه الفتوى ؟

(7)
والسؤال الآن .. من يتعمد اقحام الاسلام وهو الدين الكبير الجامع في توافهٍ لا هم لها إلا الإساءة إليه وتقزيم دوره .. وكيف يتورط البعض في تسخير مجرد رغبة الظهور في انزال ضربة قاصمة بدين عظيم ؟
(8)
التوافه تتجمع الآن لتصبح دائرة كبيرة من الغبار لتحجب صورة حقيقية وتظهر بدلاً منها مشهداً مزيفاً .. فهل تريدون المزيد ؟
(9)
ممثلة معروفة طلقها زوجها غير المعروف للمرة الثالثة في ظروف لا يعرفها أحد والمفروض انها لا تهم أحداً .. لكن الممثلة والزوج أرادا العودة الى بعضهما .. وعندها اصطدما بحاجز الشريعة وقانون الأمر الواقع فكيف كان الحل ؟ وعلى يد من تمت العودة الميمونة ؟
(10)
الغريب أن العودة كانت على يد ( مفتى الديار ) ولن أحدد أى ديار فالمشكلة صارت أشهر من نار على علم .. غير أن النار هنا واهنة والعلم بائس والموضوع بأكمله محزن والقضية ليست شائكة بقدر ماهى شاذة وغير منطقية .
(11)
المشكلة ان مثل هذه الفتاوى صارت تطوع مواد الشريعة حسب أهواء طلابها ، وكأن الفتوى بما لها من خلفية تاريخية ومرجعية عظيمة رهناً بموقف شخصى .
(12)
الكل هنا صار في خدمة الجزء .. والدين بأسره صار فقرةً في برنامج يُذاع على قناة فضائية ، والفتوى صارت خاتماً من معدنٍ صدئ مسكون بعفريت من الجان كل مهمته أن يعيد زوجة مطلقة بالثلاثة الى زوجها المتسرع ، أو أن ينقذ حياة خروف معد للذبح إذا ماحالفه الحظ بالعثور على صحيفة اجنبية قبل موعد ذبحه بدقائق .. بربكم أليست هذه مصيبة ؟




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق